Tuesday, April 29, 2008

التخاطب مع الآخرين

التخاطب مع الآخرين
إن التخاطب أو التحدث للآخرين موهبة يولد بها الشخص وإذا ولد بها كيف يمكن تنميتها ، وان لم يكن هل هناك طريقة يمكن بها تدريب الشخص لكي يتمكن من امتلاك القدرة علي أن ينطلق في حديثه ويستطيع أن يسيطر علي قلوب الآخرين ومشاعرهم ، فموضوع اليوم هو التفوق ومهارة الحوار او الحديث
ما هي الأساسيات التي يمكن الاعتماد عليها في هذا المدخل
ان الاهتمام بالموضوع الذي يتم التحدث عنه احد الأسس ، وهذا الاهتمام أو الحماس بالموضوع والأخذ علي شكل الجدية فيه لهو أمر هام ولكن علنا نسأل كيف يمكن نقل ذلك بشكل تلقائي لمجموعة الحوار وكيف أن نبرات الصوت والأداء والانفعال الصوتي أو الحركي تكون دليلا علي سخونة الحوار

إن اتخاذ منهجية طريقة م ، ت ، أ ، وهي اختصار للمعرفة والتفكير والأدوات المستخدمة – راجع مقال التفكير الإبداعي في النظام الإداري والصادر في 3/4/2008 فهذه المنظومة إذا تم معالجتها بشكل جيد سيكون هناك حماسا قويا بالموضوع ويصل للآخرين بشكل مرتب ومنظم وفي شكل تبادلي ، وذلك من خلال العبارات والصوتيات والانفعال الجسدي

مواجهة الآخرين ، مواجهة الآخرين أو التحدث معهم أو إليهم تكون من خلال استجماع الحواس والقدرة علي استخدامها وأولها العين ، فالنظر إلي الآخرين أثناء الحوار وتلاقي العيون له التأثير القوي في التفاعل والانسجام إذا كانت النظرات ايجابية التعبير عن الموقف ، فالتركيز بالنظر يتيح ميزتين هي مساعدة المستمع للتركيز والثانية قياس ردود الأفعال من خلال التعبير البصري وعلاماته .

التحدث والمخاطبة التلقائية ، التلقائية في الحوار تضفي علي الآخرين المستمعين الإحساس بقدرة المتحدث وانه يتحدث عما يشعر به ويدركه وفي شكل تسلسلي بالإضافة إلي ظهور ردود الأفعال من الجانب الآخر والتي يمكن إدراكها سواء بالإنصات أو غياب الإنصات .

ولذا نجد أن مخاطبة الآخرين تدخل أشكالا علي الحوار إما بشكل تلقائي أو بشكل كتاب أي مكتوب عبر اوراق معدة مسبقا أو التحدث من الذاكرة آو الارتجال

والتلقائية ، حديث وليد اللحظة ودون إعداد مسبق ويتجنب الكثير هذا النوع من الحوار وخطورة الطريقة التلقائية عدم الإعداد الجيد والأفكار التي ترد مع ردود الأفعال من الجانب الآخر تدخل بنا في غياهب الحوار بشكل او بآخر وكأنك في لعبة متاهة تبحث عن نهاية لها ، بالإضافة إلي أن عدم التكيف في الحوار مع الطرف الآخر دون معرفة خلفياتهم تؤثر وبشكل قوي علي المخرجات التلقائية والناتجة من نفس المدخلات التلقائية وخلفيات الآخر تعتمد علي مدي الإلمام الثقافي والبيئة وتوقيت الحوار والمكان وغيره من العوامل التي تؤثر علي التلقائية

والخطاب الورقي ، هو الغالب في إدارة الحوار ولكن لها مشاكلها وعيوبها ولكن لها ميزة وهي علاج التصور التلقائي من عدم الترتيب بالإضافة إلي الالتزام بالنص وليس هناك خروجا عن الهدف آو الفكرة ولا مجال للأخطاء اللغوية إلي حد كبير ولكن عيبها انه قد يمل المستمع لذلك لان المستمع لا يلق أهمية من جانب المخاطب كما لو كانت بمثابة النشرة وتفقد ميزة التفاعلية ، فالتفاعل البصري واللغوي بين الطرفين يؤثر علي شكل وحرارة الخطاب وهو ما يعرق بالتفاعلية

وسواء الخطاب التلقائي آو الورقي فإن هناك من يجمع بين الطريقتين ويتجه إلي التحدث بطريقة التحدث بالذاكرة
اعتمادا علي الحوار الورقي أو التخيل الارتجالي المسبق وهو يعطي فرصة للموزع أن يوزع حرارة النظرات علي الآخرين وهي تعتبر جيدة لمن يملك ذاكرة جيدة وعيبا لمن لا يملك ذلك

وقد نصل إلي طريقة ارتجالية ولا يمكن أن نقول أن الارتجالية من التلقائية أو انه يقترب منها إنما هو إعداد مسبق للموضوع وسبق التدريب عليه وتترك بعض الأمور للظروف والمواقف اللحظية وهو ما نسميه لحظة الموقف أو موقف اللحظة سواء من المتحدث أو المستمع ، فلحظة الموقف هي ردة فعل المتحدث ، بينما موقف اللحظة من جانب رد الفعل للمستمعين وهذا النوع من الحوار قد يصل إلي نوع من الحوار الإبداعي من خلال التفاعلية المتزامنة بين الطرفين وردود الأفعال التي تعتمد قدرة المخاطب والمخاطب ، بكسر الطاء الأولي وفتح الثانية والطريقة هذه مفضلة لدي كثير من المحاضرين

نصل الآن إلي سؤال هام وهو ماذا يمثل الصوت في الحوار ، هل كل الأصوات مقبولة ، وكيف يمكن التحكم في درجة الصوت وكيف انه لا يصير مصدرا مزعجا علي الآخرين ، فالصوت يخرج وينتج من حركة جهاز الكلام واللسان هو الأداة والجزء الكبير من الكلام ويخرج بمساعدة بعض الأجزاء الاخري من جهاز الكلام ويكون هذا الصوت ذو طبقة معينة وهي إما طبقة حادة أو طبقة أجش وبينهما يوجد تدرج بين النوعين ويتوقف تناغم الاستقبال علي الذبذبات الناتجة من هذه الطبقات ومدي قدرة الجهاز السمعي علي استقبالها
وهذا الصوت ذو حجم معين فيكون مرتفعا أو منخفضا ويشارك ظهور الحجم أجزاء أخري تتمثل في العضلات البطنية مثل عضلات المعدة أحيانا والتي تدفع إلي علو الصوت أو انخفاضه ، وهذا الصوت ذو سرعة أو له معدل سريان ويختلف من شخص إلي شخص آخر وتعتمد علي بعض الصفات الوراثية بالإضافة إلي أن هناك بعض التدريبات الصوتية لكثير من القادة علي تلك الأمور لتظهر جودة الصوت والتدريب علي مخارج الحروف ومواقع الحروف فكما هو معرف فإن لكل حرف مخرج وصفة ، ويهتم اللغويون بهذا الأمر ، ويظهر ويتزامن مع هذا الأمر النغمة الصوتية وهي نوعية الصوت وتتوقف النوعية علي الأجهزة المصاحبة من الأنف والحلق والأسنان والقصبة الهوائية وهي من أعضاء الجهاز الكلمى ، وصحة أعضاء الجهاز من أساس إخراج الكلم
ولما كان الصوت هو الدور الفاعل والفعال في لغة الحوار وهو الركيزة الأولي فإن ما ينجم عن مشاكل صوتية سواء من تداخل لفظي أو صوتي تؤدي لمشاكل استقبال الرسالة

فعدم وضوح النطق من مخارج الألفاظ وبعض الأفراد لديهم متلازمة في كلماتهم كالهمهمة في نهاية الحوار وتكون غير مفهومة للآخرين وهي تؤثر علي طريقة الاتصال وتسبب مشاكل كثيرة في انسياب الحوار ، وكذلك رتابة الحوار نتيجة عدم الاتزان في درجة وحجم وسرعة سريان الصوت أي لا يوجد توازن تركيبي لهذه الأشياء الثلاثة

إن التداخل الصوتي أو المتلازمات والتمتمة للعبارات تسبب مشكلة في قطع وانسياب فكرة الحوار وقد تبعد الآخرين وذلك لتشويش التركيز من جراء النطق بكلمات متلازمة أو متممة

وندخل إلي جانب آخر يتمم الاداء الصوتي ألا وهو اللغة الغير لفظية أو ما يعرف بلغة الجسد وهي لغة تعبيرية تستخدم العين والحاجب واليد وغيرها من أعضاء الجسد المرتبطة بالحدث ذاته وقد يكون التعبير الجسدي اقوي ، فكل لبيب بالإشارة يفهم ، وهي لغة الإشارة إذا ما أجيز أن نطلق عليها ذلك ، فهي تكمل من الاداء الصوتي بل تصل في أنواع وأحوال كثيرة أن تكون في المرتبة الأولي في الاتصال الفعال

نصل إلي إعداد مرحلة الإعداد للحوار والتي تشمل اختيار العنوان وترابطه مع محتوي الخطاب أو الحوار وكيف يكون الهدف من الحوار وارتباطه بالإستراتيجية أم لا ثم نصل إلي المعلوماتية للطرفين من حيث معرفة كل طرف للآخر وكيف يراه ثم نربط كل هذه الأمور بخط الزمن وعنصر الوقت

والي الغد

No comments: